عاد من جديد ديربي البيضاء، و سيطل علينا مرة أخرى احد اكبر و أعرق القمم الكروية المغربية في البطولة
الوطنية، فمدينة الدار البيضاء القلب النابض للاقتصاد المغربي و للكرة المغربية سيتوقف خفقانها طيلة 90 دقيقة و ستتسمر الأنظار في شاشات التلفاز، أما الطرقات فكلها تؤدي إلى مركب محمد الخامس بالبيضاء مسرح هذه المواجهة.
و على غرار السنوات الأخيرة، فالدير بي البيضاوي جاء مرة أخرى حافلا بالأرقام و بالمعطيات المثيرة، و التي بالتأكيد لا تزيد النزال إلا تشويقا و إثارة كما أنها تسيل لعاب المتلهفين إلى متابعة قمة جماهيرية و كروية من مستوى عال، لكن و كما هو متعارف عليه في تقاليد دربي الكرة المغربية فإن نتيجة اللقاء لا تحسمها المعطيات الجانبية و لا حتى الظروف التي يمر منها فريق من الفريقين بل تحسم بالتأكيد على أرضية الميدان و بأقدام اللاعبين.
و عكس الموسم الماضي الذي كان فيه الفريق الأخضر هو المرشح للظفر بالنزالات المباشرة مع غريمه التقليدي و خصمه التاريخي الوداد البيضاوي، فإن كفة الميزان هذه السنة تميل نوعا ما للفريق الأحمر، بحكم الأداء الكبير الذي يقدمه و النتائج الممتازة التي حققها علما انه يتربع على عرش ترتيب البطولة الوطنية و باتت عناصره أكثر لحمة و انسجاما من ذي قبل، عكس الفريق الأخضر الذي عانى كثيرا في الآونة الأخيرة من انعدام الاستقرار التقني كما عانى كذلك من سوء النتائج في آخر لقاءاته.
و رغم هذا و ذاك فإن كرة الدير بي دائما ما تكون حائرة في شباك من ستستقر، و لا يستقر خيارها إلا أثناء اللقاء، و رغم أن كفة الأرقام تميل للوداد فإن لفريقالرجاء البيضاوي بدوره مجموعة من العوامل و الأسباب التي قد ترجح كفته للفوز بهذا الدير بي و يمكن أن نستعرض هذه العوامل في النقاط الستة التالية :
1) فرصة للانتفاضة و رد الاعتبار : يعد الدير بي الفرصة المثالية للفريق الأخضر للعودة إلى السكة الصحيحة و المصالحة مع النتائج الايجابية و الجماهير الغاضبة، فكل الأنظار ستسلط على الفريق في هذه النافسة الكبيرة و على ردة فعله أيضا خاصة و أن الضغط مسلط على لاعبي الرجاء أكثر من الخصم الودادي، رغم أن هذا الأخير هو المستقبل في هذا اللقاء.
2) معطيات تاريخية : بلغة التاريخ فإن أفضلية الانتصارات في تاريخ مباريات الدير بي تبقى لفريق الرجاء البيضاوي ، الذي انتصر في 35 مباراة جمعته مع غريمه التقليدي الوداد فيما فاز هذا الأخير في 27 مباراة فقط، و انتهت باقي اللقاءات بالتعادل، وسيقدم بالتأكيد هذا العامل التاريخي دفعة نفسية و معنوية مهمة للفريق الأخضر الذي سيسعى الى تكريس هيمنته على نتائج دربي مدينة الدار البيضاء.
3) إغراءات مالية : لم يعد لقاء الدير بي موعد الإثارة و التشويق من أجل كسب قلوب الملايين من المحبين فقط، بل بات أيضا سباق من أجل كسب المال أيضا، و في الوقت الذي كان الفريقان يشحذان الهمم و يعبئان نفوس اللاعبين، باتت المنافسة الآن على شحن جيوب اللاعبين و تعبئة حساباتهم بمبالغة مالية مهمة و مبالغ فيها في الكثير من الأحيان، فالأخبار القادمة من معسكر الفريق الأخضر بالجديدة تقول أن رئيس الفريق و بعض إدارييه وعدوا اللاعبين بمنحة مالية ضخمة ستكون مفاجئة لهم في حال تحقيقهم الفوز، و لأن اللاعب المغربي يحتاج لمثل هذا النوع من الدعم، فمن المنتظر أن نرى لاعبين و رجاء آخر في الميدان مخالف لما رأيناه في الدورات الماضية.
4) جمهور وفي : نقطة الضوء الوحيدة في القلعة الخضراء خلال الدورات الأخيرة الماضية هي الجماهير الرجاوية التي حجت بكثافة لكل لقاءات فريقها رغم تحقيقه للنتائج السلبية و توالي الانتكاسات، فالجمهور الأخضر رسم أحلى اللوحات و أبدع بأروع الشعارات في جميع اللقاءات، سواء في مركب البيضاء أو في مختل الملاعب الوطنية و في شتى النزالات، و الأكيد أن ما دفع الجماهير الخضراء إلى الوقوف بهذا الشكل النادر إلى جانب فريقها إلى جانب حبها للفريق هو وعيها بأهمية هذه المرحلة التي سينازل فيها الفريق غريمه الوداد.
5) الضغط على الوداد : يبدو أن الضغط كل الضغط سيكون مركزا على فريق الوداد البيضاوي، فهذا الأخير هو المستقبل في هذا اللقاء، كما انه يحتل الصف الأول ما جعله أكبر المرشحين لكسب الديربي، عكس الفريق الأخضر الذي سيحاول امتصاص ضغط الخصم و مباغتته في أية لحظة.
6) عنصر الخبرة: يملك الفريق الأخضر في تشكيلته الأساسية عدد كبير من اللاعبين الذين سبق لهم أن خاضوا أكثر من دربي، عكس الفريق الأحمر الذي تغيرت تشكيلته كثيرا هذا الموسم و بات يعتمد أكثر على اللاعبين الشباب، كما أن الرجاء تملك في صفوفها لاعبين سبق لم أن لعبوا في صفوف فريق الخصم و هما فتاح و ليس مويتيس و هي كلها عوامل تصب في مصلحة الرجاء و ترجحه لكسب معركة الدير بي.
0 commentaires:
إرسال تعليق