بسم الله الرحمان الرحيم:
هل أصبح من المكتوب علينا رؤية فريقنا بلا هوية رياضية ونحن نتخاصم؟
هل أصبح من المفروض أن نرى فريقنا ينهار و لا نستطيع أن نفعل شيئا؟
بعد سلسلة من النكسات و التجاذبات التي نخرت و تنخر جسم نادينا الرجاء. قررت مجموعة درب السلطان اعتماد منهج النقد الموضوعي لذاتنا الرجاوية باعتباره وسيلة فاعلة للإصلاح، و منطلق لتجسيد التناسق و الإنسجام الداخلي لمختلف روافد الشخصية الرجاوية و إحداث تكامل بينها. و انطلاقا من هاته المسلمات عمدت المجموعة بعث رسالة ( دعوة ) مفادها : " الإنطلاق من الذات " إلى كل مكونات و فعاليات الرجاء ( جماهير، لاعبين و مسيرين قدامى و حاليين ). تم رفعها خصيصا في "إيكيوز" بمنطقة إسافن و الذي يعتبر مسقط رأس الأب جيكو مهندس أسلوب الرجاء الفريد، و رافد من روافد الهوية الرجاوية التي ألهمت الكل و التي شكلت شخصيتها من مقاومة المستعمر و من التجذر في الأوساط الشعبية. و ذلك تكريما لرمزيته و لتضحياته الجليلة من أجل الرجاء و كذلك تذكيرا بفلسفته الكروية التي افتقدناها و التي جعلت من الرجاء مدرسة الإبداع بل منبعا للإلهام الكروي ببلادنا.
فالإنطلاق من الذات هو تحصين لها و لا يدرك إلا بالتشخيص الفعلي للواقع الحالي المزري بكل المقاييس، و هو السبيل الوحيد لنا لنخرج من هاته المتاهات : متاهات الإغتراب عن هويتنا و ذاتنا الرجاويتين، متاهات الفشل التسييري الذريع و متاهات تجاذبات الجماهير فيما بينها و متاهات تخادل اللاعبين. كل ذلك للأسف ألقى على فريقنا ويلات النكسات المتتالية، فحولت الرجاء إلى فريق عادي لا يهاب بل إلى فريق مجرد من هويته التي عرف بها منذ النشأة. اغترابنا عن ذاتنا الرجاوية جاء بفعل تجالهنا لقيم و مبادئ نادينا العريق، فالرجاء جاء بالإتحاد لا لنتعارك و نفتن، نعم أصبحنا للأسف سهل الإختراق و التفكك، تراصنا هش فأصبحت الثقة بيننا لا ترقى إلى المستوى المطلوب.
و مكاتب مسيرة متعاقبة جعلت من الرجاء نقطة للإنطلاق نحو النرجسية و حب الظهور، و لم تجعل مصلحته للأسف غاية و جب إدراكها بل جعلت من الرجاء مسرحا للهواية، دون أن ننسى انتداباتها للاعبين طمست أسلوب الرجاء.
فلا شك أن فريقنا الغالي مستهدف من الداخل و الخارج على جميع المستويات و بطرق مختلفة. إننا اليوم بحاجة إلى تماسكنا يدا واحدة، و لحمة واحدة. نحن بحاجة إلى ذاتنا الرجاوية الخالصة أكثر من أي وقت مضى للوقوف خلف الرجاء لأنه ليس مجرد فريق كروي و فقط بل هو مدرسة اجتماعية بمبادئ و قيم نبيلة. إنه أسلوب حياة.
فالرجاء للرجاويين الحقيقيين، فلا بد لنا أن نقف معه جميعا في الشدة و الرخاء بعيدا عن التشتت الذي يضعفنا، و يهدد وجودنا.
نعم نريد أن ننطلق من ذاتنا الرجاوية و نمضي قدما نحو الأمام، نحو مستقبل رجاوي أفضل، و لا نريد أن نعيش في أخطاء الماضي و الحاضر، فنحن اليوم داخل سفينة الرجاء تحملنا جميعا و نحمل همها، فعلينا أن نقف في وجه كل من يسعى لتخريب و غرق سفينتنا. لأن غرقها بمثابة انتحار هوياتي لنا.
اغترابنا عن الذات الرجاوية يحتاج إلى عشرات المقالات و النقاشات لإنصافه و لا نستطيع ببعض الكلمات معالجته. لكن لكي ننهي كلامنا نقول - لكل مكونات و فعاليات الرجاء - أننا بحاجة إلى تجاوز كل الخلافات و الهوة التي أحدثوها بيننا. نعم نختلف لكن من أجل مصلحة و سمعة الرجاء و فقط.
نحن أمل الرجاء
تعيش الرجاء
أحفاد الرجاء 49
0 commentaires:
إرسال تعليق