حوار رشيد الطاوسي مع جريدة “الصباح”
الطاوسي : نراهن على الشباب في الإياب
أكد رشيد الطاوسي، مدرب الرجاء الرياضي، أن معسكر مراكش، ساعده للاقتراب أكثر من المجموعة، ومكنه من الوقوف على بعض الأمور كان يجهلها حول لاعبيه ، لأنه كان يقضي برفقتهم ساعات طويلة، في معسكر كان ناجحا على جل المستويات. وكشف الطاوسي، في حوار أجراه معه ”الصباح الرياضي”، أنه سيراهن بنسبة كبيرة على الشباب في مرحلة الإياب، مؤطرين بلاعبين من ذوي الخبرة، القادرين على مسايرة الإيقاع، لتأطيرهم ودعمهم في بداية مسارهم الكروي. وأبرز الطاوسي، أن الرجاء لم ينتدب لاعبين كثرا كعادته في مرحلة الانتقالات الشتوية، إذ أنه اقتصر على تعزيز الصفوف بلاعبين قادرين على تقديم الإضافة، مع منح الفرصة لشباب من أبناء الفريق، أثبتوا أحقيتهم في الدفاع عن ألوان فريق عريق بقيمة الرجاء. وفي ما يلي نص الحوار:
ما هي الخلاصات التي خرجت بها من معسكر مراكش؟
عديدة هي الأمور التي وقفت عليها في هذا المعسكر التدريبي على قصر مدته، إذ اقتربت أكثر من المجموعة، وتعرفت على أمور كنت أجهلها، خصوصا أنني لم أشرف على معسكر ما قبل انطلاقة الموسم.
خلال الأيام التي قضيناها مجتمعين حول مائدة واحدة نقضي أربع وعشرين ساعة مع بعض، تمكنت من الاقتراب أكثر من الأفراد، وتحدثت إلى كل واحد بمفرده، للاطلاع على أحواله، ومعرفة المشاكل التي يعانيها لمساعدته على حلها بعيدا عن رقعة الميدان، لأن اللاعب يجب أن يكون في أحسن حالاته لكي يؤدي مهمته على أحسن وجه.
أشركت مجموعة من الشباب في هذا المعسكر، هل لغياب الدوليين المحليين، أو لثقتك في إمكاناتهم؟
أكيد لثقتي في إمكاناتهم، التي وقفت عليها من خلال متابعتي لمباريات فئة الأمل، ولهذه المناسبة أحيي رضوان حجري على العمل الممتاز الذي يقوم به.
دوليو الرجاء كفاأت لا جدال في ذلك، لكن الشباب هم مستقبل الفريق شئنا أم أبينا، لن ظل دائما نعتمد على اللاعب المستورد، لأن الرجاء بداخله المادة الخام، يجب فقط العناية بها وصقلها للحصول على لاعب متكامل.
هل هذا يعني أن مرحلة الإياب ستكون مختلفة عن فترة الذهاب؟
أتمنى ذلك، لأن كل الظروف باتت متوفرة، اللاعبون تداركوا نقص اللياقة البدنية الذي عانوه ذهابا، وباتوا جاهزين للمقارعة من أجل استعادة الرجاء لهيبته، ولعب الأدوار الطلائعية.
لن أستعجل الأمور، وأقول إن الرجاء سيعود في مرحلة الإياب، ويحتل الصدارة، وربما يحصل على اللقب، لكنني سأؤكد لجماهيرنا العريضة، أننا سنقاتل على فرصتنا، لأن الرجاء فريق كبير، ولا يرضى بغير المنافسة على الألقاب.
لم تقوموا بانتدابات كثيرة في فترة الانتقالات الشتوية، واكتفيتم بعنصرين فقط، هل للموضوع علاقة بالأزمة المالية التي يجتازها الفريق، أم بسبب قناعات تقنية؟
أكيد لقناعات تقنية، فالغرض لم يكن أبدا الانتداب من أجل الانتداب، لكن من أجل ملء بعض الفراغات التي عاناها الفريق في مرحلة الذهاب.
اتفقنا مع الرئيس على تشخيص مكامن الداء، وتوصلنا بفضل الله إلى تحديد أماكن الخصاص، وحددناها في مركزين في الوقت الحالي، فتم انتداب النيجيري بابا توندي، وزهير الواصلي من الاتحاد البيضاوي، أما الحديث عن الأزمة المالية وأشياء من هذا القبيل، فلا أساس له من الصحة.
وماذا عن الانتدابين؟
بالنسبة إلي زهير الواصلي فهو جاهز تقنيا وبدنيا للمشاركة مع المجموعة، والأكيد أنه سيشكل الإضافة، لما يتوفر عليه من إمكانيات بدنية وتقنية، وهذا ما أكده خلال مشاركته في المباريات الإعدادية سواء بمعسكر بمراكش، أو المباراة الأخيرة بالأب جيكو، أمام نهضة بركان، أما بالنسبة إلى الدولي النيجيري، فيلزمه بعض الوقت لاستعادة إمكانياته البدنية، لغيابه الطويل عن الميادين، بسبب المشاكل مع فريقه السابق، أما تقنيا فهو ممتاز، سيقدم ما ينتظره منه الجمهور، يكفي فقط أن نمنحه بعض الوقت ليكون جاهزا مائة بالمائة بدنيا.
يخشى الجمهور الرجاوي تكرار سيناريو الذهاب، ويضيع الفريق ما تبقى من آمال في مرحلة الإياب.
صدقني إذا قلت لك، إن كل اللاعبين والطاقم التقني يشعرون بحجم المسؤولية، وتعاهدوا على تجاوز أخطاء الماضي، للعودة بالفريق إلى الأضواء، لأن الرجاء أتى من أجل المنافسة على الألقاب، ولا شيء غير ذلك. سنعمل كل ما في وسعنا لإسعاد جماهيرنا، وحتى نكون في مستوى الثقة التي وضعوها فينا.
هل مازالت تؤمن بحظوظ الرجاء في إحراز اللقب؟
كل شيء ممكن في كرة القدم. ثلاثة انتصارات بإمكانها أن تضع الفريق في المقدمة، كما أن العدد ذاته من الهزائم لا قدر الله قد يضعنا في موضع حرج، لذلك ما دامت الكرة تتدحرج فوق أرضية الميدان، كل شيء وارد، وأنا بطبعي متفائل، وأحب التحدي، ومع جمهور الرجاء لا شيء مستحيل.
هل كنت تفضل أن تستأنف البطولة بعد خروج المحليين من ”الشان”، أم انتظار الموعد المحدد سلفا؟
بالنسبة إلي، الأمر سيان، لأنني أنهيت معسكرا تدريبيا في أحسن الظروف، ولاعبي باتوا جاهزين للتنافس، بعد استعادوا كافة إمكانياتهم البدنية والتقنية، وتداركوا حجم أخطاء البداية، كما أن الفريق استعاد بعض المصابين في مقدمتهم المخضرم يوسف القيدوي، الذي سيشكل إضافة معنوية للمجموعة، لما يقدمه داخل رقعة الميدان.
ما تنتظر منه بالضبط؟
أن يضع خبرته والتجارب التي راكمها في خدمة المجموعة، لقد تابعت بعض مشاركاته الأولى، ووقفت على حجم إمكانياته، وقدرته على تغيير النتيجة. إنه لاعب جيد قل نظيره في البطولة الوطنية، وسأمنحه فرصة للتحرك داخل رقعة الميدان، ولن أقيده بدور معين، لأنه يدرك حجم الانتظارات.
وماذا عن الدوليين العائدين من ”الشان”؟
ينتظرنا عمل كبير معهم، لأن حجم الإخفاق كان كبيرا، خصوصا على المستوى النفسي، سنعقد معهم جلسات خاصة، قبل الشروع في العمل الميداني، وهذا أمر طبيعي مع كل اللاعبين الدوليين في مختلف أرجاء العالم، وكيفما كانت النتيجة المحصل عليها. إنهم لاعبون بإمكانيات كبيرة والرجاء في حاجة إلى خدماتهم، وسنحاول إعدادهم بالكيفية المناسبة، حتى يقدموا الإضافة المنتظرة للمجموعة الشابة التي بحوزتنا، وأتمنى أن نوفق في مهمتنا.
بماذا يختلف تدريب الرجاء عن باقي الفرق؟
إنه الضغط الكبير الذي تعانيه جميع مكونات الفريق، من لاعبين ومدربين ومساعدين وحتى إداريين، داخل الرجاء كل شيء مختلف، في الفوز والهزيمة، الجميع ينتظر منك المزيد، مهما بلغت درجة الكمال.
جمهور الرجاء مختلف، ويفرض عليك أن تكون متميزا في كل شيء، في تصريحاتك في عملك وحتى في بيتك. لقد قبلت المهمة لأنني بطبعي أحب التحدي، ولكنني لن أكن أعلم أن الضغط بهذا الحجم، لكن تظل تجربة أكثر من رائعة بالنسبة إلى أي إطار وطني يشرف على تدريب فريق بحجم وقيمة الرجاء.
لكنك دربت منتخبات وطنية، وأحرزت ألقابا…
رغم ذلك، رفقة الرجاء أشعر أنني مازلت في طور التعلم، وتنقصني العديد من الأشياء لأكون في حجم التطلعات. إنها لغة التحدي داخل هذا الفريق العريق. كل يوم تجد نفسك أمام امتحان، في الحصص التدريبية، بعد المباريات وقبلها، وأحيانا حتى في البيت، لحجم المكالمات التي أتوصل بها بعد نهاية يوم شاق ومتعب، فقط أتمنى أن أكون في حجم المسؤولية، وأحرز لقبا رفقة الرجاء، سيظل وساما على صدري، لأنني سأكون فعلا اجتزت الاختبار الحقيقي.
لو طلب منك تكرار التجربة، كيف سيكون ردك؟
أكيد أنني سأقبل، بدون تردد، لأنني فعلا أعيش لحظات فريدة، داخل فريق محترف بكل ما للكلمة من معنى، فقط تنقصنا النتائج التي ستأتي إن شاء الله بالعمل، حينها ربما يتغير كل شيء ويقل الضغط عن اللاعبين والطاقم التقني، غير ذلك يظل الرجاء فريقا عالميا بهويته وجمهوره، بغض النظر عن إمكانياته المالية.
عودة الصالحي والهاشيمي إلى الفريق أثارت العديد من ردود الأفعال المتباينة، كيف كان مردودهما في معسكر مراكش؟
شخصيا أعتبرها عودة طبيعية للاعبين أعطيا الشيء الكثير للرجاء، وكانت فقط تنقصهما رجة صغيرة ليستعيدا إيقاعهما بعدما كانا أول المتضررين من أوضاع الفريق بعد النجاح العالمي. هناك مجموعة من اللاعبين تألقوا في المونديال مازالوا لم يستسيغوا تراجع أداء الرجاء واحتلاله رتبا متوسطة، وينعكس ذلك على أدائهم داخل رقعة الميدان، من بينهم الثنائي الصالحي والهاشيمي اللذان لا يشكك أحد في إمكانياته، وأعتقد أن معسكر مراكش أعاد لهما الكثير من الثقة، وباتا جاهزين لتقديم الإضافة في ما تبقى من مباريات الموسم. كانت فقط تنقصهما رجة صغيرة كما قلت في البداية، ليستعيدا عافيتهما، واعتقد أننا نجحنا في مهمتنا رفقة المكتب المسير، في إعادة الروح للاعبين كبيرين.
رخصتم للصالحي بالرحيل…
لن نقف في وجه أي لاعب تلقى عرضا احترافيا، خصوصا أننا نملك البديل الجاهز. نتمنى للصالحي النجاح في تجربته الاحترافية لنقل صورة جميلة عن اللاعب المغربي، وفسح المجال أمام آخرين لخوض تجربة مماثلة.
0 commentaires:
إرسال تعليق