إذا أردنا التحدث عن مجد الكرة المغربية فسنحير في تحديد من ساهم في صنعه، و من
رفع العلم الوطني في مختلف البقاع، و من كان له الفضل في ان يسمع النشيد الوطني
في المحافل الدولية .
أود في هذا الموضوع التذكير بنجم صنع المجد لفريقه دون أن يصنعه لنفسه، قدم كل
شيئ من اجل تسوية الأرضية للأجيال التي تبعته، بعد أن جعل عشق الكرة يسري
في عروقه قبل أي شيء آخر.
لاعب ربما لا يعرفه كثيرون من الجيل الحالي وقد يستغرب البعض من ذكر اسم لاعب
كان له الفضل في صنع التاريخ المعاصر للرجاء البيضاوي دون أن يظهر للواجهة التي
يتسابق نحوها معظم نجوم اليوم . إنه المهاجم عبد الرحيم الحمراوي . هذا اللاعب
الذي طاله النسيان حتى أن بعض عشاق الرجاء البيضاوي الحاليين ربما لم يسبق لهم
أن سمعوا بهذا الإسم .
___________
ولد عبد الرحيم الحمراوي / أو حمراوي سنة 1967 بالدار البيضاء، نشأ في
درب الشرفاء ثم انتقل ليستقر بدرب القريعة، كان والده لاعبا سابقا للرجاء في فترة
الخمسينيات. لكن الذي اكتشف موهبته هو ادريس مرحوم الذي كان يشرف على فريق
من صغار الحي والذي كان غالبا ما يتفوق على صغار الرجاء و الوداد، مما حذا
بمسؤولي الرجاء لطلب مرحوم للإشراف على فئاته الصغرى، ليصطحب معه عبد الرحيم .
عبد الرحيم : الكرة
انضم عبد الرحيم لصغار الرجاء البيضاوي منذ سن السادسة سنة 1973 وتدرج
في جميع الفئات ليصل إلى الفريق الأول سنة 1982 قبل أن يلعب أول لقاء
رسمي مع الرجاء سنة 1983 ضد الجمعية السلاوية، وهي نفس السنة التي انضم
فيها إلى المنتخب الوطني للأمل. وساهم تألقه مع كبار الرجاء في التحاقه بصفوف
المنتخب الوطني الأول سنة 1985 إلى غاية 1990.
عبد الرحيم : الدراسة
بفضل الجو العائلي الحميمي الذي نشأ فيه عبد الرحيم الحمراوي، تلقى الأخير تربية
مثالية - خصوصا أن الجميع كان يشارك في تربية الأولاد ولم يكن هناك فرق بين
الجيران من ناحية التعامل مع الأبناء وكان يحق للجار معاتبة ابن جاره وتقويم سلوكه
بدون حزازات – مما ساهم في ترسيخ مبدأ الإهتمام بالدراسة كأهم الأولويات.
كان عبد الرحيم يصطحب معه مقرراته الدراسية حتى في الفترات الإعدادية للفريق
الوطني وينكب على المراجعة في أوقات الراحة .
عبد الرحيم : الدراسة و الكرة
و رغم كونه ضمن اللائحة التي لعبت اللقاءات الإعدادية لمونديال 1986، فقد كان
مرتبطا بالتزامات الدراسة الجامعية، و بعد أن استشار عميد كلية الإقتصاد حول
رغبته المشاركة في المونديال، لم يمانع الأخير شرط أن يأتيه برسالة من جامعة
الكرة تفيد بكونه في مهمة وطنية، إلا أن باموس رئيس الجامعة آنذاك رفض طلبه،
ففضل البقاء لاجتياز امتحان نيل الإجازة في الإقتصاد مما حال دون سفره للمكسيك.
________
لم يكن عبد الرحيم لاعبا عاديا في صفوف الرجاء البيضاوي فترة الثمانينات
بل كان - إضافة الى اخلاقه المثالية - نجما فوق العادة بتقنياته العالية التي ازعجت
اغلب مدافعي البطولة الوطنية انداك حيث كان يلقب بالجن نظرا لنحالة جسمه و سرعته.
0 commentaires:
إرسال تعليق