الأحد، 28 سبتمبر 2014
وطبعا على رأسهم الأب الروحي للكرة البيضاوية الملقب ب"الأب جيكو" محمد بن الحسن التونسي العفاني نجد مقاومين وزعماء نقابيون، ومنهم أول زعيم نقابي بالمغرب والأمين العام للاتحاد المغربي للشغل "المحجوب بن صديق" ورئيس اتحاد المحامين العرب في سنوات الستينيات، والوزير الأول السابق المرحوم المعطي بوعبيد و"بن عبادجي" الذي تم إتفاق المجتمعين، على تقديم الطلب إلى سلطات الحماية الفرنسية باسمه، للأنه كان جزائريا يحمل الجنسية الفرنسية، تحايلا على شروط المستعمر في تأسيس الأندية آنذاك، التي كانت تمنع على المغاربيين ترأّسها،[4]المرحوم عبادجي لازال أبناءه يعيشون في المغرب ويحملون الجنسية المغربية، علاوة على بعض البيضاويين الغيورين على الوطن، كلهم تجمعوا عند "حميدو" الرجل الوطني، صاحب مقهى الوطن في درب السلطان. وكان دلك في سنة 1949 دون أن ننسى "بوجمعة القاديري" الدي رتب كل الأوراق الإدارية للفريق وإعداد ملف تقديم الطلب، فسلطات الحماية الفرنسية كانت متخوفة من هذا الفريق، فقد المؤسسون إلى إلى بن عبادجي المواطن الجزائري صاحب الجنسية الفرنسية لضمان استقلالية الفريق من تأثير سلطات الحماية، حتى تقبلت السلطات الفرنسية إنشاء فريق الرجاء البيضاوي سنة 1949.
الأب جيكو
هو محمد بن الحسن التونسي العفاني الذي لقبته الصحافة الفرنسية ب"الأب جيكو"، من مواليد سنة 1900 ببلدة ايسافن القريبة من مدينة تارودانت. إطلاق لقب "جيكو" لم يكن من المغاربة بل جاء من صحافي فرنسي كان قد شبه محمد بلحسن بلاعب اسمه "جيكو" كان يلعب باليوس، وقال في معرض مقاله بأن محمد بلحسن يلعب بنفس الطريقة واللمسات التي يلعب بها جيكو.
كان محمد بن الحسن العفاني "الأب جيكو"رجلا مثقفا وممارسا رياضيا في صفوف عدة أندية بيضاوية. و من المثقفين البارزين في وقته والمتوفرين على إلمام واسع بالرياضة ومن الأوائل الخاصلين على شواهد تكوين التدريب الرياضي خارج الإطار الفرنكوفوني المؤثر بالمغرب، وذلك في إنجلترا، كما كان يثقن عدة لغات، ومن اوائل المغاربة الذين برز اسمهم كأول صحفي رياضي مغربي، وقد تحدث الواقع الملموس عبر التاريخ البيضاوي عن العطاء والتضحية الذي تجلى في بذل النفس و العمل و المال وإيثار المصلحة الوطنية في سبيل المغرب والرياضة المغربية، إلى درجة أنه مات فقيرا كما يشهد أقاربه والجيران لا يجد ما يؤديه لفواتير الماء والكهرباء، وقد برزت بصمات هذه الحنكة والعبقرية والرصيد المعرفي للأب جيكو في التأسيس للكرة البيضاوية والمغربية ككل عبر فريق الوداد تسييرا وتدريبا، حيث وجد فريق الوداد في الأب جيكو الرجل الكفؤ، فهو العقل المدبر لمسيرة الكرة المغربية في بداياتها، ولتكتمل بصمته ومجهوداته في تاسيس الفريق الغريم للوداد البيضاوي وهو الرجاء البيضاوي، بعد خلافات ومحاولة الإحتكار والتسلط على تسيير نادي الوداد البيضاوي من بعض العناصر، حيث قرر الإستقالة وأكد على أنه سيبهر المغاربة بفريق يضاهي فريق الوداد البيضاوي في المغرب، ويتقاسم مع الوداد حب البيضاويين والإبداع في الكرة المغربية والإفريقية، حينها قال الأب جيكو : سأنشئ الفريق الذي سوف يقتسم الهواء في السماء مع الوداد. ومن أقواله المشهورة عندما تم سؤاله عن أفضلية حبهه للناديين، كانت إجابته قائلا: الوداد وداد القلب والرجاء رجاء العقل.
ومن مشيئة الصدف هو أن يكون مقر الناديين متقابلا وجها لوجه، فما إن يخرج المرء من مقر الوداد حتى يلفت أنتباهه في الجهة المقابلة من الشارع مقر الرجاء مباشرة أمامه، في تحد ما زال يطبع علاقة الناديين إلى اليوم.
توفي الأب جيكو سنة 1970 فقيرا، تاركا وراءه ذكرى طيبة ونموذجا في روح التضحية الوطنية والنزاهة، ورصيد كبير على المستوى الأخلاقي والرياضي والإنساني ومن أكبر نوادي القرن 20 في إفريقيا والعالم العربي لسنة 2000، حسب تصنيفات الفيفا والإتحاد الإفريقي، وفي تاريخ كرة القدم المغربية على الإطلاق.
